منتدى الممثله الامورة رغد الوزان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

للممثلة الامورة رغد الوزان

بسم الله الرحمـ اـن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اهلا بكم أحباءنا أعضاء وزوَار منتدى رغد الوزان بحلول عام جديد أردنا لبس ثوب جديد , لا يختلف أساسه الجديد , عن مبدئه القديم المبدأ هو المبدأ من دون تغيير ! وأردنا بذلك تذكيركم بقوانين المنتدى مع إضافة تعديلات بسيطة لاتختلف في الوجهة والهدف فهدفنا مرضاة الله عزَ وجل فنلتقي لـ نرتقي ونبني مانحب لحياة أجمل ! من أراد التسجيل معنا ليستفيد ويفيد فنحن نرحب بالجميع مالم يكن هدفه مخالف لتعاليم الدين الإسلامي - التسجيل يكون بأسماء لائقة وغير مخالفة للدين الإسلامي ولاتحتوي على أسماء مشاهير ولا على ألفاظ مثل (عاشق(ة) محب (ة)....) من أراد التسجيل معنا ليستفيد ويفيد فنحن نرحب بالجميع مالم يكن هدفه مخالف لتعاليم الدين الإسلامي وللإدارة الحق في حظر الاسم المخالف في أي وقت - حسن التأدب والاحترام واجب كل عضو والشتم والسب ليس من أصولنا -أي شكوى أو أي خلل فني يلزم التوجه لقسم (كيف تتعامل مع المنتديات) وقسمي الشكاوي مفتوحين للجميع - أي صورة نسائية +12 تعتبر مخالفة للقوانين بما في ذلك صور الرجال المخلة للآداب - صور المغنيين (غير الملتزمين دون المنشدين) عربا كانوا أم أجانب وكذلك الفنانين بشتى أنواعهم ممنوعة - التبليغ عن العضو المخالف مسؤولية الجميع - الإحتكام للإدارة عند حدوث أي مناواشات بين الأعضاء من خلال قسم الشكاوي الخاصة وأخذ القصاص بنفسك قد يضر بك - مخالفة العضو المخالف لا يقتصر على الطرف البادئ فالاحترام والرقي واجب كل عضو - المشاعر والأحاسيس بين مختلف الجنسين ليس من أسسنا , وأي مخالفة لهذه المادة قد يستلزم الحظر طويل الأمد أو الطرد المباشر - الإدعاءات الكاذبة وانتحال شخصيات المشاهير يؤدي إلى الطرد المباشر بعد درس العضوية من طرف الإدارة - الإعلانات العشوائية الغير مصرح بها ممنوعة , ولحجز إعلان بالمنتدى اضغط على البانر الذي تريد حجزه أو قم بمراسلة الإدارة - الإحساس بظلم من مشرف لايعني التعصب , قسم الشكاوي الخاصة مفتوح للجميع بالنسبة للمواضيع والردود: -- الردود والمواضيع تعكس فكر صاحبها وهذا لا يعني وجهة نظر الإدارة -- - التأكد قبل إضافة موضوع من أنه غير مكرر - أي موضوع للتفضيل بين اثنين أو ثلاث أو.... مخالف للقوانين مثل (مين الأفضل؟! المنشد... ولا المنشد...؟!) - عمل مجموعات معجبين وإقامة مناوشات بين الأعضاء يستلزم مخالفة العضو صاحب الموضوع - كل خبر من دون مصدر موثوق يحذف وإذا تكرر الأمر فللمشرف الحق في مخالفة العضو وجوب كتابة كلمة 'منقول' في نهاية الموضوع عند اضافة موضوع جديد قد نقلته من منتدى اخر... - مواضيع البدع مثل (ارسلها إلى 25 شخص وستسمع خبر مفرح بعد أيام) هذي لا أصل لها في ديننا فلا داعي لها - مواضيع الموسيقى والغناء الفاحش تحذف مباشرة - مواضيع الحب والعشق والغرام ليست من عاداتنا (تيتانيك...) - الردود السلبية التي غرضها زيادة المشاركات ممنوعة وللإدارة الحق في حذف مثل هذه المشاركات - مواضيع الهكرز ممنوعة في المنتدى فقط للتحذير - المواضيع التي لاتملك معنا لا داعي لها مع احترام قوانين الأقسام المدرجة بشكل منفرد

    القميص المسروق

    avatar
    نوني وجواهر احبكم


    الجنس : انثى عدد المساهمات : 176
    تاريخ التسجيل : 26/07/2010

    القميص المسروق Empty القميص المسروق

    مُساهمة  نوني وجواهر احبكم الثلاثاء يوليو 27, 2010 7:48 pm

    القميص المسروق


    رفع رأسه إلى السماء المظلمة و هو يقاوم شتيمة كفر صغيرة أوشكت أن تنزلق عن
    لسانه,واستطاع أن يحس الغيوم السوداء تتزاحم كقطع البازلت,وتندمج ثم تتمزق.

    إن هذا المطر لن ينتهي الليلة,هذا يعني انه لن ينام,بل سيظل منكبا على رفشه,يحفر طريقا تجر المياه الموحلة بعيدا عن أوتاد الخيمة,لقد أوشك ظهره أن يعتاد ضرب المطر البارد.. بل إن هذا البرد يعطيه شعورا لذيذا بالخدر.

    إنه يشم رائحة الدخان,لقد أشعلت زوجه النار لتخبز الطحين,كم يود لو انه ينتهي من هذا الخندق,فيدخل الخيمة,ويدس كفيه الباردتين في النار حتى الاحتراق,لا شك انه يستطيع أن يقبض على الشعلة بأصابعه,وان ينقلها من يد إلى أخرى حتى يذهب هذا الجليد عنهما.. ولكنه يخاف أن يدخل هذه الخيمة, إن في محاجر زوجه سؤالا رهيبا ما زال يقرع فيهما منذ زمن بعيد, لا, إن البرد اقل قسوة من السؤال الرهيب.ستقول له إذا ما دخل وهي تغرس كفيها في العجين, وتغرس عينيها في عيونه:هل وجدت عملا؟ماذا سنأكل إذن؟ كيف استطاع(أبو فلان) أن يشتغل هنا وكيف استطاع(أبو علنتان) أن يشتغل هناك؟ثم ستشير إلى عبد الرحمن المكور في زاوية الخيمة كالقط الكبول,و ستهز رأسها بصمت ابلغ من ألف ألف عتاب.. ماذا عنده الليلة ليقول لها سوى ما يقوله في كل ليلة..
    -هل تريدينني أن أسرق لأحل مشاكل عبد الرحمن؟

    ونصب قامته بهدوء لاهث,ثم ما لبث أن عاد,فاتكأ على الرفش المكسور,وانشأ يحدق بالخيمة الداكنة مستشعرا قلقا عظيماوهو يسأل نفسه:
    - وماذا لو سرقت؟
    أن مخازن وكالة الغوث الدولية تقع على مقربة من الخيام,أن قرر أن يبدأ فهو يستطيع بالتأكيد أن ينزلق إلى حيث يتكدس الطحين والرز,من ثقب ما سيجده هنا أو هناك,ثم إن المال ليس حلال احد,لقد أتى من هناك,من عند ناس قال عنهم أستاذ المدرسة لعبد الرحمن إنهم " يقتلون القتيل ويمشون في جنازته" فماذا يضر الناس لو انه سرق كيس طحين.. كيسين.. عشرة؟وماذا لو باع شيئا من هذا الطحين إلى واحد من أولئك الذين يتمتعون بقدرة عظيمة على استنشاق روائح مسروقات, وبقدرة أعظم في المساومة على ثمنها؟
    ولذت له الفكرة, فدأب بعزم اشد على إتمام حفر الخندق فيما حول الخيمة و اخذ يسأل نفسه من جديد لماذا لا يبدأ مغامرته منذ الآن؟إن المطر شديد والحارس مشغول بأمر البرد أكثر من انشغاله بمصلحة وكالة الغوث الدولية, فلماذا لا يبدأ الآن؟ لماذا؟

    - ماذا تعمل يا أبا العبد؟
    ورفع رأسه إلى جهة الصوت, وميز شبح أبي سمير قادما من بين صفي الخيام المغروسة إلى ما لا نهاية الظلمة..
    -إنني أحفر طحينا..
    - تحفر ماذا؟
    - احفر.. احفر.. خندقا..
    وسمع ضحكة أبي سمير الرفيعة التي سرعان ما تلاشت في ثرثرته:
    - يبدو انك تفكر بالطحين,إن التوزيع سيتأخر إلى ما بعد العشرة الأيام الأولى من الشهر القادم,أي بعد خمسة عشر يوما تقريبا,فلا تفكر منذ الآن إلا إذا كنت تنوي أن تستعير كيسا أو كيسين من المخزن..
    ورأى ذراع أبي سمير تشير باتجاه المخازن,ولمح على شفتيه السميكتين ظلا لابتسامة خبيثة,وشعر بصعوبة الموقف,فعاد يضرب الأرض برفشه المكسور.
    - خد هذه السيكارة.. ولكن لا,انك لن تستفيد منها فالمطر مزعج.. لقد نسيت أن السماء تمطر, عقل من الطحين.. مثل الحجر..
    وأحس بضيق يأخذ بخناقه, انه يكره أبا سمير منذ زمن بعيد, هذا الثرثار الخبيث:
    - ما الذي أخرجك في هذا المطر؟
    - خرجت.. خرجت لأسألك أن كنت تريد المساعدة.
    - لا.. شكرا..
    -هل ستحفر طويلا؟
    - معظم الليل..
    - لم اقل لك أن تحفر خندقك في النهار؟انك دائما تذهب إلى حيث لا ادري وتترك الخيمة.. هل تذهب للبحث عن خاتم سليمان؟
    - لا.. عن شغل..
    ورفع رأسه عن الرفش وهو يلهث..
    - لماذا لا تذهب لتنام وتتركني وحدي؟

    واقترب منه أبو سمير بهدوء جم ووضع كفّه يهزها ببطء وهو يقول بصوت مخنوق:
    - اسمع يا أبا العبد,إن رأيت الآن كيس طحين يمشي من أمامك فلا تذع الخبر لأحد!
    - كيف؟
    قالها أبو العبد وصدره ينبض بعنف,وشم رائحة التبغ من فم أبي سمير وهو يهمس وقد فتح عيونه على سعها:
    - هناك أكياس طحين تمشي في الليل وتذهب إلى هناك..
    - إلى أين؟
    - إلى هناك..
    حاول أبو العبد أن يرى إلى أين يشير أبو سمير ولكنه وجد ذراعيه مسدلتين على جنبيه, بينما سمع صوته يهمس ببحة عميقة:
    - ستأخذ نصيبك.
    - هل هناك ثقب تدخلون منه؟
    ورفع أبو سمير رأسه نافيا ومفرقعات لسانه بمرح, ثم همس بصوت نصف مبحوح:
    - إن أكياس الطحين تخرج لوحدها.. إنها تمشي!
    -انك مجنون ..

    - لا,بل أنت مسكين.. اسمع, ولندخل في الموضوع مباشرة, إن ما علينا هو أن نخرج أكياس الطحين من المخزن ونذهب بها هناك, أن الحارس سيمهد لنا كل شيء كما يفعل دائما, إن الذي سيتولى البيع ليس أنا, ولا أنت, انه الموظف الأمريكي الأشقر في الوكالة.. لا, لا تعجب, كل شيء يصبح جائزا ومعقولا بعد الاتفاق.الأمريكي يبيع, وأنا أقبض, والحارس يقبض.. و أنت تقبض, وكله بالاتفاق, فما رأيك؟
    وشعر أبو العبد إن القضية أشد تعقيدا من سرقة كيس وكيسين,وعشرة,ورواده شعور لزج بالقرف من المعاملة مع هذا الإنسان.. ثقيل الدم كما تعارفوا عليه في المخيم كله.. ولكنه في الوقت ذاته راقه أن يعود يوما إلى خيمته وفي يده قميص جديد لعبد الرحمن, وأغراض صغيرة لام العبد بعد هذا الحرمان الطويل, كم ستكون ابتسامتاهما جميلتين, إن ابتسامة عبد الرحمن, لوحدها, تستحق المغامرة لا شك, ولكنه لو فشل.. أي مصير اسود ينتظر أم العبد وولدها.. يومها سيحمل عبدا لرحمن صندوق مسح الأحذية ليتكور في الشارع هازا رأسه الصغير فوق الأحذية الأنيقة,يا للمصير الأسود,ولكنه لو نجح فسيبدو عبد الرحمن إنسانا جديدا,وسيقتلع من عيون زوجه ذلك السؤال المخيف. لو نجح, فستنتهي مأساة الخندق في كل ليلة ممطرة, وسيعيش حيث لا يستطيع أن يتصور الآن..

    - لماذا لا تترك هذا الخندق الملعون, لنبدأ قبل أن تشرق الشمس؟
    نعم لماذا لا يترك الخندق.. إن عبد الرحمن يلهث من البرد في طرف الخيمة, ويكاد يحس أنفاسه تلفح جبينه البارد.. كم يود لو انه ينتشل عبد الرحمن من هزاله وخوفه, لقد أوشك المطر أن ينقطع, وبدأ القمر في السماء يمزق طريقا وعرا..
    وأبو سمير,ما زال واقفا أمامه كالشبح الأسود,غارسا قدميه الكبيرتين في الوحل,رافعا ياقة معطفه العتيق إلى ما فوق أذنيه,انه ما زال واقفا ينتظر,هذا الإنسان الواقف أمامه,يحمل معه قدرا جديدا غامضا,يساومه ليرفع معه الأكياس من المخزن,إلى مكان ما,يأتيه الأمريكي كل شهر ويقف أمام أكوام الطحين يفرك راحتيه النظيفتين,ويضحك بعيون زرقاء كعيون قط يتحفز أمام جحر فأر مسكين.

    - منذ متى وأنت تتعامل مع هذا الحارس وذلك الموظف؟
    - هل تريد أن تحقق معي أم تأخذ ثمن الطحين وتذهب لتشتري الشياطين؟اسمع أن هذا الأمريكي صديقي, وهو إنسان يحب العمل المنظم, انه يطلب مني دائما أن أضع الوقت بالمقدمة. وهو لا يحب التأخير في المواعيد.. علينا أن نبدأ الآن. أسرع.
    و عاد يتصور الأمريكي واقفا أمام أكياس الطحين,يضحك بعيون زرقاء ضيقة ويفرك راحتيه النظيفتين بحبور وطمأنينة,فشعر بضيق غريب,وخطر له أن ذلك الأمريكي كان يبيع الطحين في الوقت الذي كان يقول فيه لرجال المخيم ولنسائه أن توزيع الإغاثة سيتأجل إلى نهاية الأيام العشرة الأولى من الشهر,وأحس بنقمة طاغية,هي صدى لإحساساته يوم كان يرجع من المخازن ليقول لزوجته بصوت كسير أنهم اجلوا توزيع الطحين عشرة أيام,كم هي مؤلمة خيبة الأمل التي كانت ترتسم في وجهها الأسمر المجهد,لقد كان يحس الغصة تتعلق بألف ذراع في حنجرته وهي تنظر بصمت مريع إلى كيس الطحين الفارغ يتأرجح على ذراعه كالمشنوق.. لقد كانت تعني في نظرتها تلك أن عشرة أيام ستمضي قبل أن يجدوا طحينا للأكل. كان يبدو له أيضا أن عبد الرحمن يفهم الموقف تماما, لقد كان يكف عن طلب الأكل بإلحاح..
    في كل خيام قرية النازحين كانت العيون المتلهفة تقع في خيبة الأمل ذاتها, كان على كل طفل في المخيم أن ينتظر عشرة أيام ليأكل خبزا. هذا إذن هو سبب التأجيل,أبو سمير الواقف أمامه كالشبح الأسود,غارسا قدميه في الطين قلقا لمصير مساوماته,هو والأمريكي الذي يفرك راحتيه النظيفتين أمام أكوام الطحين وهو يضحك بعيون زرقاء ضيقة..
    لم يدر كيف رفع الرفش إلى ما فوق رأسه وكيف هوى به بعنف رهيب على رأس أبي سمير,وهو يصيح في وجهه أن الطحين لن يتأجل توزيعه هذا الشهر..
    كان لا يزال راغبا في أن يراه يبتسم لقميص جديد..
    فأخذ يبكي..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 11:42 pm